العيـب المصنعي في المباني ومنتجات المصانع دراسة فقهية مقارنة
الملخص
فهذا بحث فقهي مقارن درست فيه العيب المصنعي في المباني ومنتجات المصانع، وقد رأيت الحاجة داعية إليه لكثرة معاناة الناس من هذه العيوب، وقد حرصت على أن يجيب عن تساؤلهم عن ضمان حقوقهم في هذه الحالة، وعلى من يرجعون، وقد افتتحته بتعريف ألفاظ العنوان في اللغة والاصطلاح وبينَّت الصلة بينهما، ثم ذكرت أمثلة للسلع المُصَنَّعة وأقسامها من حيث مستوى الجودة والعيوب المصنعية التي تحدث فيها بعد الاستعمال، وعرضت فيه لالتزام البائع من قِبَل نفسه ابتداء بسلامة المبيع من هذه العيوب، ثم أوردت تقرير الشريعة قاعدة العدل في المعاوضات، وتحريم أكل الأموال بالباطل، ثم بيَّنتُ الفروق بين عيوب المبيعات التي لم تدخلها الصناعة، وعيوب المباني والمبيعات المُصَنَّعة لكونها أحد أسس تنزيل الحكم الفقهي على العيب المصنعي، ثم ذكرت أسباب العيوب المصنعية في المباني ومُنْتَجَات المصانع، ثم انتقلت إلى تحرير القول في خيار العيب والضمان به لكونه أصلاً للمسألة، ومنه ينزل الحكم الفقهي عليها، وقد ضمَّنتُه ثلاثة مطالب، أولها ضمان المبيع بعد بيعه واستلام المشتري إياه على من يكون، والثاني في حقوق المشتري إذا وجد المبيع معيباً، أما الثالث فهو في تصرف المشتري بالمبيع بعد علمه بعيبه وأثره على حقه في المطالبة بأرش العيب، ثم خلصت إلى لب البحث وهو التنزيل الفقهي لضمان العيوب المصنعية في المباني ومُنْتَجَات المصانع، وجعلته في مطلبين، أولهما تنزيل حكم خيار العيب على العيوب المصنعية في المباني ومُنْتَجَات المصانع، وقررت فيها أن العهدة في المباني على من كان تصرفه هو سبب العيب المصنعي فقد يكون من المالك باختياره الرديء من مواد البناء فتكون عهدة المشتري على هذا المالك، وقد يكون السبب من المقاول المنفذ بخلل في التنفيذ فعهدة المالك عليه، وعهدة المشتري في هذه الحالة على المالك، وهو يرجع بحقه على المقاول المنفذ إن شاء، وأما العهدة في عيوب منتجات المصانع فهي على البائع مباشرة، وللبائع أن يرجع بحقه على من باع عليه سواء كان نفس الشركة المُصنِّعة أو وكيلها، وجعلت المطلب الثاني في تطبيق ضمان العيب المصنعي على المباني ومُنْتَجَات المصانع، ثم بيَّنْتُ المصالح الناتجة عن الإلزام بتحديد عمرٍ افتراضي للمباني ومُنتجات المصانع ليكون كالإطار الزمني لضمان العيب المصنعي، وختمت البحث ببيان مجمل نتائجه، وأوصيت بجملة من الأمور لنقل نتائج البحث إلى التطبيق العملي، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.