أسباب عدم السماع عند المحدثين مع إمكانه وتحقق أسبابه
الملخص
يستعرض هذا البحث الأسباب التي تحول دون السماع بين راويين تعاصرا، وأمكن تلاقيهما، بل في بعضها أنهما تلاقيا واجتمعا، ومع ذلك لم يسمع أحدهما من الآخر، فيخرج بهذا مالم يمكن الاجتماع مكانًا؛ كأن يكون أحدهما في بلد والآخر في بلد، ولا تعرف لكل واحد منهما رحلة إلى بلد الآخر، ويخرج أيضًا ما أمكن الاجتماع مكانًا، لكن لم يمكن السماع زمانًا، كما لو روى الولد عن أبيه، وكان الولد دون التمييز حين وفاة والده، وهذه الأسباب التي هي موضوع البحث؛ منها ما يرجع إلى طبيعة الرواية، ومنها ما يرجع إلى طبيعة الشيخ وطريقته في أداء حديثه للطلاب، ومنها ما يرجع إلى طبيعة التلميذ وكيفية تحمله الحديث عن شيوخه، ومنها ما يتعلق بوقت السماع والإسماع وظرفه، ومنها الأمور والأحوال السياسية، والاجتماعية، والنفسية، وحين النظر في هذه الأسباب يتفهم القارئ سبب تشديد النقاد في تتبع السماعات، وكونه عند الأكثر شرطًا في قبول الحديث وإن أمكن السماع.