المسؤولية المدنية في الحوادث النووية الناتجة عن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية - دراسة تحليلية مقارنة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تعد المسؤولية المدنية عن الحوادث النووية ذات طبيعة خاصة، فلا يمكن أن ينظر إليها بنفس النظرة التقليدية للمسؤولية المدنية بشكل عام، بل تقتضي نظرة مختلفة يكون فيها التخفيف عن المتضرر في الإثبات هو الأصل، لما تتمتع به من غموض في كشفها، ففي الحادث النووي تكون هناك حالة غير طبيعية تتميز بإطلاق مواد مشعة أو مستويات عالية من الإشعاع يمكن أن تسبب ضرراً للصحة والممتلكات والبيئة، لذلك فإن المسؤولية المدنية الخاصة بالحوادث النووية تعتمد على ثلاثة أركان؛ وهي: الحادث النووي، والضرر النووي، والعلاقة السببية بين الحادث النووي والضرر النووي، وتنحصر تلك المسؤولية في جانب مشغل المنشأة النووية، ولا يمكن له أن يتخلص من المسؤولية إلا في أربع حالات؛ وهي: الحالة الأولى: دفع المسؤولية بتقادم الدعوى، والحالة الثانية: دفع المسؤولية بكون الحادث ناتج بشكل مباشر عن نزاع مسلح أو أعمال عدائية أو حرب أهلية أو عصيان مسلح، والحالة الثالثة: دفع المسؤولية بوقوع الضرر بسبب فعل المضرور، والحالة الرابعة: دفع المسؤولية بوقوع الضرر على موقع المنشأة، ولهذه المسؤولية أحكام محددة منثورة في هذا البحث الذي يرسخ الأسس القانونية للمسؤولية المدنية وفق أحكام وقواعد المسؤولية المدنية الخاصة بالحوادث النووية.