ميلاد المسيح، عليه السلام، بين المصادر الإسلامية والمصادر النصرانية دراسة عقدية
الملخص
يتناول هذا البحث بالدراسة العقدية المقارِنة ميلاد المسيح -عليه السلام- بين المصادر الإسلامية والمصادر النصرانية. ففي حين فصّل القرآن الكريم الخبر دالاً على تنزيه الله -تعالى- وكمال توحيده والإيمان به، وإقرار المسيح وأمّه بالعبودية، واصطفاء وطهارة مريم، وتقرير العقائد في القدر والنبوات والملائكة واليوم الآخر، وأكدت ذلك المصادر الإسلامية الأخرى التي تناولته، وهي السُّنة وكتب التاريخ؛ غاب خبر الميلاد عن إنجيلين من الأناجيل القانونية لدى النصارى، وتضمنت رواياته في الأناجيل التي ذكرته -قانونية ومخفية- عقائد باطلة في حق الله -عز وجل-، وحق أنبيائه وملائكته، وفي حقيقة المسيح وأمّه، فضلاً عن إيجازه وتناقضه والاختلاف فيه، بما جعل من دراسة هذا الموضوع بمظاهره وأسبابه أمراً مهماً، فتمّ استقراء نصوص الميلاد وتحليل دلالاتها العقدية في المصادر الإسلامية، وتتبع موارده ودراسة رواياته في الأناجيل مع نقدها والتعقيب عليها، وخُصص للأبعاد العقدية في عدم ذكر الميلاد في بعض الأناجيل وفي مجيئه في أناجيل أخرى بسمات خاصة في الشكل والمضمون، مبحث خاص.
وقد انتهى البحث إلى نتائج من أهمها أن أحداث الميلاد في المصادر الإسلامية دلت على العقيدة الصحيحة الموافقة للفطرة والعقل؛ لعصمة القرآن الكريم وصحيح السنة، بخلاف ما في أبعاد عدم ذكر الميلاد وفي ذكره في المصادر الإنجيلية من بطلان وفساد واختلاف بتأثير من العقائد المحرفة، خاصة عقيدتي تأليه المسيح وأنه المخلص المنتظر، فصارت مصادر غير موثوقة وعرضة للنقد حتى من بعض الدارسين النصارى، كما دلت الدراسة المقارنة على عصمة القرآن من التحريف، وعلى هيمنته وشهادته على الكتب السابقة، وعلى كمال الإسلام ونسخه لما قبله من الملل والأديان.