ملامح الإصلاح الأصولي عند الشاطبي "رؤية في التداخل الكلامي الأصولي:الأسباب، والآثار"
الملخص
ملخص البحث. قامت وظيفة أصول الفقه على تحقيق وتقرير الدليل الإجمالي الصحيح، الذي يتبعه إيجاد طرق استنباط واستخراج الحكم؛ فوظيفة أصول الفقه دائرة بين الحجاج لإثبات الأدلة الإجمالية، ومعرفة مراتبها، وبين بناء قواعد الاستنباط الصحيح للأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية، تذليلا وتوضيحا وبيانا لطرق الاجتهاد الصحيح للفقهاء، وأي عثار بإحدى هاتين الوظيفتين، يعود على الأصول بنقص وضعف؛ فيعزل الأصول عن غايته، ويتوقف نتاجه، ويعقم أثره ، فتقل قيمته، ويتراجع وزنه، وكان أوسع العلوم مداخلة لعلم الأصول: علم الكلام، الذي غلب الأصول وزاحمه ونافسه، بل أزاحه وصرفه عن كثير من غاياته ومراداته، في مواضيع أصولية متعددة؛ فتشربت الكتب الأصولية المباحث الكلامية، وتغلغلت فيها، وصبغتها بصبغتها، ورسمتها بمادتها؛ فجاءت المناشدات والمطالبات لعدد من كبار الأصوليين، بحفظ غاية علم الأصول، وقصره على ميدانه الأصلي: الفقه، كان من آخرهم الإمام الشاطبي، الذي كان إصلاحه لأصول الفقه: جذريا لا ظاهريا، وكليا لا جزئيا؛ فناشد بإعادته إلى وظيفته الأصلية، ونادى بصوت عال، وصيحة مدوية، بوجوب إرجاع أصول الفقه، للفقه، نظرا وتأصيلا واستدلالا وتخريجا وتنزيلا واستنباطا.