تجديد الدين: وسائله، ومقاصده (نظرة في مقاصد فقه التجديد)
الملخص
ملخص البحث: لما كان من أصول الشريعة الكبرى حفظ مقاصدها في كل مراتبها، وكانت ضروراتها أعظمها، وأجل ضروراتها حفظ الدين؛ جاء تجديد الدين إقامة لهذا المقصد الكبير، في جانبي الوجود والعدم؛ بمعناه الشامل العائد إلى حفظ المصالح الشرعية كاملة؛ فيقيم التجديد كل ما اندرس وذهب من مصالح الدين في أصوله وفروعه؛ فهذا من جهة الوجود، كما أنه ينفي عن الدين كل ما أحدثه المبتدعة من المحدثات والزيادات، التي ليست منه؛ فهذا من جهة العدم؛ فكانت هذه الدراسة تنزيلاً لمقاصد الشريعة ومصالحها على تجديد الدين بمعرفة الوسائل الشرعية التي تعين المجدد لسلوكها قبل وأثناء عملية التجديد، كما أن فيها بيان للمقاصد والغايات التي يجب أن ينشدها المجدد في تجديده للدين، فكانت هذه الدراسة إضاءة شرعية، لمن انتصب لهذا الأمر الكبير من أهل الحق، لتقويم وتصحيح مسار التجديد الديني الحق، الذي لا ينزع لأي طائفة أو جهة أو جماعة، دون ميل لأهل الأهواء والتحزبات؛ فربما استغلت بعض الجماعات والأحزاب، تجديد الدين لأهوائها، فلبست لبوس التجديد، أو ركبه طائفة أهل الانحلال والارتخاء والضعف؛ فنزلوا معاني التجديد على أهوائهم؛ فالتجديد الحق تابع لأصل الدين في وسطيته واعتداله بين الطائفتين، لا يميل لأي واحد منهما، من ابتغاه في حده الشرعي، حقق مقاصد الدين، في التجديد الشرعي الصحيح.