من حصل بعض العلوم ولم يبلغ رتبة الاجتهاد وأثره في: مسائل التقليد والإجماع (دراسة استقرائية وصفية)
الملخص
كانت مشكلة البحث التي تناولتها في دراستي هذه هي معرفة آراء الأصوليين وأقوالهم المتفرقة في مسائل التقليد والإجماع، وقد استخدمت في هذا البحث المنهج الاستقرائي؛ تتبعت من خلاله كلام الأصوليين بخصوص هذه المسائل، واستخدمت المنهج الوصفي في بيان وجه استدلال الأصوليين في التدليل على مسائل التقليد والإجماع. وقد هدفت هذه الدراسة إلى الوقوف على المسائل الأصولية التي تعلقت بموضوع أثر التقليد على الاجتهاد والإجماع، مع بيان مراتب المقلدين والمجتهدين، وبعد إجراء البحث توصلت إلى نتائج قيمة وإثرائية مثل: أن الناس بالنسبة للعلم؛ إما عاميّ، أو صاحب علم لم يبلغ رتبة الاجتهاد، أو مجتهد، والمجتهد نوعان؛ مجتهد مطلق، ومجتهد في فن من الفنون؛ كمن بلغ رتبة الاجتهاد في علم المواريث، وأن العامي يجب عليه تقليد المجتهد، وأن المجتهد المطلق لا يحلّ له تقليد غيره إن اجتهد في المسألة ووقف على الحكم، وأن المجتهد المطلق يحل له تقليد غيره قبل الاجتهاد في المسائل والوقوف على حكمها في بعض الحالات، وأن المجتهد في فنّ من الفنون دون غيره يحلّ له تقليد غيره من المجتهدين، كما يحل له أن يجتهد في ذلك الفن ويفتي به، وأن العامي لا يدخل في نقض الإجماع ولا ثبوته، وأن المجتهد المطلق يؤثر في الإجماع بنقضه أو ثبوته، وأن العالم في أصول الفقه والذي لم يبلغ رتبة الاجتهاد لا يؤثر في الإجماع، وأن الفقيه العالم بالفروع إذا لم يبلغ رتبة الاجتهاد لا يؤثر في الإجماع، وأن من شرط التأثير بالإجماع بلوغ رتبة الاجتهاد في الفروع والأصول