انتصار الشاطبي في لاميته لانفرادات القراء السبعة (من أول البقرة إلى آخر الأنعام نموذجا
الملخص
ملخص بحث
انتصار الشاطبي في لاميته لانفرادات القراء السبعة(من أول البقرة إلى آخر الأنعام نموذجا)
يتناول هذا البحث منهج الإمام أبي القاسم الشاطبي (ت:590ه) رحمه الله في الدفاع عن القراءات المتواترة التي انفرد بها أحد أئمة القراءات السبعة، وذلك من خلال منظومته المسماة: (حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع)، وقد سلك الإمام الشاطبي في ذلك طرائق قددا، فتارة يثني على القارئ المنفرد بالقراءة وعلى ضبطه، وأخرى يشير إلى ثبوت القراءة ووجوب الأخذ بها، وثالثة يثني على وجه القراءة ويبجله، ويشير إلى معنى القراءة التي تفرد بها القارئ حينا، ويذكر شيوع القراءة واستفاضتها حينا آخر، ويختار من آراء النحويين أحسنها كتوجيه للقراءة أحيانا، ويدفع عنها طعن الطاعن إن وجد، إلى غير ذلك من صور الانتصار التي تزخر بها لاميته.
وقد عكف دارسوا القراءات على متن الشاطبية قديما وحديثا عكوفا لم يعرف لمنظومة غيرها في علم القراءات، حفظا وشرحا، وإعرابا وتوجيها، وتحليلا ، وغير ذلك.
والدفاع عن القراءات التي تفرد بها أحد القراء السبعة واحد من جوانب الإبداع في هذا النظم التي ينبغي أن تُدْرَس، وصورة من صور الإشعاع العلمي التي لا ينبغي أن تُهمل، وركن من أركان العظمة التي يجب أن يسلط الضوء عليها، إذ أنها تبرز قدرة الناظم المذهلة على جودة السبك وروعة المعنى باختيار الألفاظ الملائمة لما يرمي إليه، كما أنها تبرز رسوخ قدمه في المعرفة بالقراءات والعلوم المتعلقة بها، وأنه تبوأ من ذلك مكانا عليا، وقد شمل انتصار الشاطبي لانفرادات القراء الأصول والفرش على السواء.
يهدف البحث إلى إبراز مظاهر وصور دفاع الإمام الشاطبي عن انفرادات القراء السبعة في القدر الذي تمت دراسته، وذلك من: أول سورة البقرة إلى آخر سورة الأنعام، وقد آثرت بالدارسة انفرادات القراء في فرش الحروف لأنها في أحايين كثيرة تكون عرضة للطعن من قبل بعض النحاة والمفسرين وأهل اللغة، أو مظنة لدخولها في الشاذ الذي لا يُقرَأ به، أو حتى كونها قراءة غير مختارة؛ لإجماع القرأة على خلافها.
ولهذا فقد عالج البحث ستة وعشرين موضعا من انفرادات القراء السبعة، وأبرَزَ صور انتصار الإمام الشاطبي المختلفة لهذه الانفرادات، ليؤكد أن هذه القراءات التي تفرد بها أحد الأئمة السبعة قراءات متواترة مقبولة، وإن أجمع معظم القراء على خلافها، وأن المعتبر في الصحة هو ثبوت التواتر ولو لواحد من القراء أو راو من الرواة.