حكم نقل الشهيد من موضعه الذي استشهد فيه ليدفن قرب أهله تطييبا لنفوسهم .
الملخص
السنة أن يدفن الشهيد الذي قتل في المعركة أو بسببها وقت القتال في المكان الذي قتل فيه، واختلف الفقهاء في حكم نقل الشهيد ليدفن في مكان آخر لغرض وحاجة صحيحة: فالحنفية والمالكية والحنابلة قالوا بجواز نقله قبل دفنه لغرض صحيح، ولم يجز ذلك الشافعية، أما بعد: دفنه فأجاز استخراجه لينقل ليدفن في مكان آخر المالكية والحنابلة ، ولم يجز ذلك الحنفية والشافعية .
وبعد المناقشة ترجح للباحث القول بجواز نقل الشهيد ليدفن في بلده؛ تطييبا لنفوس أهله، ليتمكنوا من زيارته والدعاء له، فهي علة معتبرة للقول بجواز نقل الشهيد ليدفن قرب ذويه، سواء نقله قبل أن يدفن، أو استخراجه بعد الدفن لينقل قرب أهله، استجابة لرغبتهم وتطييبا لنفوسهم، مع مراعاة الضوابط الشرعية، بالحفاظ على كرامة الميت وحقوقه وحماية جسده من تغير أو ضرر .
وترجح للباحث أن القول بجواز نقل الأموات من غير الشهداء تطييبا لنفوس ذويهم مع مراعاة ضوابط النقل أولى، لأن غير الشهداء لم يرد فيهم نص صحيح صريح يحث على دفنهم في مكان موتهم كما جاء في الشهداء؛ ويرجح ذلك ما ورد من نقل للخلفاء الأربعة وغيرهم من الصحابة وبعض الأنبياء ليدفنوا في غير المواضع التي ماتوا فيها، وفي غير المقابر المعدة للدفن؛ استجابة لوصيتهم وتطييبا للنفوس .