الاحــتـــجــاج بـــالـخـــلاف

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

تناول البحث مسألة الاحتجاج بالخلاف، وهي من المسائل المعاصرة التي كثر الوقوع فيها، من بعض المتصدرين للفتوى، ومن عوام الناس، بحيث يجعل الخلاف الفقهي في المسألة، مبرراً للأخذ بأي قولٍ شاء منها، حتى صار أحدهم يبني اختياره للقول ليس بحسب ما تقضيه النصوص الشرعية، وإنما يبحث عن القول الذي يوافق هواه، وما تشتهيه نفسه، محتجاً بالخلاف، فأصبح الخلاف وسيلةً إلى اتباع هواه، لا إلى تقواه، وللاحتجاج بالخلاف آثارٌ ومفاسد عظيمة.

وقد جعلت هذا البحث في مقدمة، وخمسة مباحث، وخاتمة، بينت فيه حقيقة الاحتجاج بالخلاف، وأمثلته، وصور الاحتجاج بالخلاف، وحكم الاحتجاج بالخلاف، وأدلة كل قول، ثم بينت الراجح في حكم الاحتجاج بالخلاف، وذكرت الصور التي يجوز فيها الاعتداد بالخلاف.

أسأل الله U أن يوفقني للصواب والسداد، وأن يغفر لي ما كان فيه من خطأٍ، أو تقصير، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، وسلم.