تكمن أهمية هذا الموضوع في تعلقه بكتاب الله تعالى أولًا، وبالصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما- ثانيًا، وكذلك تجلية ما يُثار من شُبه حول أخذ عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن بني إسرائيل، وبيان حقيقة الزاملتين اللتين تلقاهما يوم اليرموك، ومدى أثرهما التفسيري وغيره. والهدف من هذا البحث: بيان حقيقة الزَّاملتين اللتين تلقاهما عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- يوم اليرموك، وإيراد مروياته المنسوبة إليها، وبيان أثرهما في التفسير، وكذلك بيان الفرق بينها وبين الصحيفة الصادقة. ومن أهم النتائج التي خلص إليها البحث:   أن قصة تلقي عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- زاملتين من كتب أهل الكتاب لها أصل صحيح، لكن ينبغي التفريق في التعامل بين مرويات عبدالله -رضي الله عنه- الإسرائيلية، والمنسوبة إلى الزَّاملتين، وبين مروياته المنسوبة إلى الصحيفة الصادقة. بلغت مرويات عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- الإسرائيلية (13) رواية، بينما بلغت المروايات التي نُسبت إلى الزَّاملتين (11) رواية، ولم تخرج في موضوعاتها ومقاصدها عن القسم الذي أُذن لنا التّحدث به من أقسام الإسرائيليات. ابن كثير (ت774ه) -رحمه الله- هو متزعم نسبة بعض مرويات عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- إلى الزَّاملتين

يتناول هذا البحث جمع ودراسة الآثارِ الواردةِ في تفسيرِ هَمِّ يوسف عليه السلام، في قوله تعالى: (ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ) [يوسف:24]، حيث وردت عِدةُ آثارٍ تُفيد أنَّ يوسف عليه السلام وقع منه هَمٌّ بمواقعة الفاحشة مع امرأة العزيز، وأنَّ هذا الهمَّ كان معه عَزْمٌ وإقدامٌ، حيث جاء في أغلب هذه الآثار أنَّ يوسف عليه السلام حَلَّ سراويله، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته، وحيث إنَّ هذه الآثار فيها نسبة ما لا يليق بمقام نبي الله يوسف عليه السلام، وحيث لم أقف على بحثٍ علمي تناول هذه الآثار بالدراسة والتحقيق، فقد عمدتُ إلى دراستها وبيان ما فيها من علل؛ في متونها أو أسانيدها، إنْ وجِدَت، ثم ذكرتُ مذاهب المفسرين في تفسير هَمِّ يوسف عليه السلام، وموقفهم من هذه الآثار، وخلص الباحثُ إلى أنَّ هذه الآثار لم يثبت منها إلا ما رُويَ عن ابن عباس رضي الله عنهما، من أنَّ هَمَّ يوسف عليه السلام كان هَمَّ عزم وإقدام، ولكن ما رُويَ عنه الأغلب أنه إنما أخذه عن أهل الكتاب، وخَلُصَ الباحث أيضا: إلى تبني رأي الجمهور من المفسرين في عدم قبول هذه الروايات، وأنَّ التفسير الصحيح لِـهَمِّ يوسف عليه السلام: أنه كان مجرد خطرات دون عزمٍ وإقدامٍ، وهذا مما لا يُؤاخذ الله به، ولا يَقدح في عصمة نبيِّ الله يوسف عليه السلام.

تُعنى هذه الدراسة بجمع مرويات أعلها الإمام الدارقطني في كتابه العلل لإمام من أئمة الحديث الشريف هو حماد بن زيد، حيث أنه من الرواة المكثرين وله أصحاب يروون عنه ويختلفون عليه في الرواية، وكتاب الدارقطني يُعد من أشمل الكتب التي جمعت الروايات المعلة، وتهدف الدراسة لبيان العلل الخفية في الرواية المعلة بالاختلاف على هذا الإمام وبيان الروايات الراجحة عنه، وكانت أهم نتائج البحث تتلخص في الآتي: 1_ تمكن الحافظ الدارقطني في فن علل الحديث ، مما جعل العلماء يذعنون بإمامته في هذا العلم، كما يعد كتابه أحد أهم الكتب في هذا الفن. 2_ يعد علم العلل من أغمض العلوم، ولا يمكن لطالب العلم أن يتوصل لنتائج واقعية إلا بعد جمع الطرق للحديث الواحد، وجمع أقوال العلماء في الرواة.3- من أهم قرائن الترجيح عند الاختلاف؛ الأحفظ وكثرة العدد.4- بلغ عدد أصحاب حماد بن زيد الذين رووا عنه ستة وعشرين راويا، الثقات تسعة عشر راويا، وخمسة في مرتبة الصدوق، واثنان في مرتبة الضعيف. 5- الاختلاف قد يكون من أصحاب حماد وهو الأكثر، وقد يكون من حماد نفسه.6- بلغت أحاديث الدراسة أحد عشر حديثا؛ الصحيح ستة، والضعيف خمسة،    7- أنواع الأحاديث المعلة بالاختلاف في أحاديث حماد بن زيد خمسة أنواع:الاختلاف بالجمع بين الشيوخ، وكانت أحاديث الباب في هذه الدراسة حديثا واحدا، الاختلاف رفعا ووقفا، وكانت أحاديث الباب في هذه الدراسة خمسة أحاديث، الاختلاف وصلا وإرسالا، وكانت أحاديث الباب في هذه الدراسة حديثا واحدا، الاختلاف بإبدال راو بآخر، وكانت أحاديث الباب في هذه الدراسة ثلاثة أحاديث، الاختلاف بالاتصال والانقطاع، وكانت أحاديث الباب في هذه الدراسة حديثا واحدا .

يهدف البحث إلى بيان مفهوم كلمة الضُّر واشتقاقاتها مع توضيح الفروقات بينها، وما تدل عليه من المعاني، وإلى جمع الأحاديث الواردة في نفي الضُّر ودراستها وتمييز الصحيح من غيره، مع توضيح دلالة نفي الضُّر وما أشارت إليه من فقه وأحكام. وقد سلك الباحث في دراسته المنهج الاستقرائي والتحليلي والنقدي، وكان من أبرز نتائج البحث: اتضاح مفهوم كلمة الضُّر، فقد تأتي على معانٍ عدة، كخلاف النفع، واجتماع الشيء، والقوة، وكذلك يختلف المعنى باختلاف اشتقاقاتها، واختلاف ضبطها، فالضُّر ليس كالضَّر وليس كالضِّر. كما أشارت دلالة نفي الضُّر في الأحاديث إلى نفي التكذيب والمنازعة، والمخالفة، والمضايقة، والمنع، والفتنة، وسلب المنفعة، والمؤاخذة، والنقص، والتأثير، والأذية، وغير ذلك. وقد تبيّن أهمية دراسة هذا الباب، فقد وردت فيه مسائل في أبوابٍ متنوعة، حيث بلغت أحاديثه (28) حديثًا، صحَّ منها (16)، وواحد إسناده حسن، و(11) إسنادها ضعيف.

لقد تميز الامام البخاري بدقة ألفاظه في كتابه الجامع الصحيح، ومن هذه الألفاظ لفظة "أصح" التي تكررت في صحيحه سبع عشرة مرة، وقد تنوع مكان ذكرها فتارة في الترجمة لحديث الباب أو لتعقيب على سند الحديث أو رواياته أو ألفاظه، كما اختلفت دلالة لفظة "أصح" بحسب الدافع للإمام لذكرها؛ فتراه يذكرها لبيان حكم شرعي ترجح لديه؛ سواء برد الحكم المقابل أو ذكر جواز الأمرين في المسألة،  كما أنه يذكرها للترجيح بين الروايات سواء بذكر ضعف الرواية الأخرى أو ببيان أن كلا الروايتين صحيح لكن واحدة منها "أصح"؛ أو ذكر اختلاف الألفاظ ببين روايات الحديث والراجح لديه، في دقة متناهية تدلل على عظيم صنع البخاري في صحيحه وحرصه على الأمانة العلمية في أحكامه

هذا البحث يدور حول تحقيق في ناحية مهمة من شخصية العلامة الشيخ محمد المكي بن عزوز 1270-1334ه؛ حيث كان ذلك الرجل من أكابر علماء عصره، وله الحضور المميز في ميادين العلم، وكان على عقيدة مخالفة لما كان عليه السلف الصالح، كتجويزه الاستغاثة بغير الله، وغُلُوِّه فيمن يعتقد فيهم الولاية، وتعصبه لغير الدليل، وكونه صوفياً على الطريقة الخلوتية الرحمانية. والناحية التي دار حولها هذا البحث؛ هي حقيقة رجوعه عن عقيدته الأولى إلى عقيدة السلف؛ حيث وقع اختلاف في ذلك. وقد تبين من خلال هذا البحث أن الراجح المقطوع به حقاً هو رجوعه إلى عقيدة السلف؛ لكون الشبه التي تنكر رجوعه واهية لا تصمد أمام الأدلة القاطعة الكثيرة التي تثبت رجوعه. وأهم تلك الأدلة تصريحه بذلك، وتآليفه المتأخرة، وشهادة علماء عصره، وتصريحهم برجوعه. وقد تخلل ذلك البحث بيان لأسباب رجوعه، وما ترتب على ذلك الرجوع من الآثار الحميدة.

يعتبر كتاب (السلسبيل في معرفة الدليل) من أهم المراجع الفقهية في هذا الزمن .     ومن أبرز معالم منهج المؤلف ما يلي: 1/ أنه يذكر الدليل على كل مسألة من الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، أو القياس. 2/ أنه يذكر الخلاف العالي (خلاف الأئمة الأربعة)، كما يذكر اختيارات شيخ الإسلام، وتلميذه ابن القيم. 3/ اعتمد المؤلف على أهم المصادر، والمراجع المختلفة . 4/ لا يقتصر - غالبا - على المشهور في المذهب الحنبلي، بل يذكر الروايات في المذهب. 5/ للمؤلف اختيارات، وترجيحات كثيرة متبعا الدليل، أو ما كانت مقاصد الشرع تعضده، سواء كان موافقا للمذهب الحنبلي، أو مخالفا له.

يهدف هذا البحث إلى إبراز أهمية العقود الإلكترونية التي تتم من خلال الوسائط المختلفة، وتعدّ من أهم مبتكرات النّهضة العلميّة الحديثة في هذا العصر، حيث أحدثت طفرة قويّة في التّعاملات التّجارية بجميع مجالاتها بأسهل وسيلة، وأقل جهد، وأسرع وقت، ويسَّرت للنّاس سبُل الحصول على مآربهم وتحقيق رغباتهم في الحياة من بيع وشراء، وأصبح التعاقد الإلكتروني واقعا لا مناص منه في الأحوال العادية عامّة، وفي ظل الظروف الاستثنائية على وجه الخصوص، وظهر ذلك جليا أثناء جائحة "فيروس كورونا المستجد"، وما أعقب ذلك من اضطراب الموازين الاقتصادية، وتعطل التعاملات العادية؛ نظرا للتّدابير الاحترازية، فكانت هذه العقود هي الوسيلة المناسبة لقضاء حوائج الناس في الغالب، ولذلك لزم بيان حقيقة العقود الإلكترونية وتكييفها الفقهي، وضابطها الشرعي، ووسائل تنفيذها، وخصائصها التي تميزها عن غيرها، وربطها بالقواعد الكلية والمقاصد الشرعية، مواكبة لمتطلبات العصر في الأحوال العادية وعند الظروف الاستثنائية الطارئة. 

جاء البحث في مقدمة وتمهيد، وخمسة مباحث وخاتمة، وفهارس. بدأت بالمقدمة وبينتُ فيها أهمية المسألة، وأسباب اختيار الموضوع، والدراسات السابقة، ومنهج وخطة البحث، ثم التمهيد: وفيه تعريف العدل بين الزوجات لغة وشرعا،  ثم بينتُ في مباحث عدة: حكم العدل بين الزوجات، وحكم القَسْم على النبي r بين أزواجه، وحكم العدل بين الزوجات في المحبة القلبية، ثم التصريح بمحبة إحدى الزوجات للنبي r، وفي المبحث الخامس دخلتُ إلى لُبِّ المسألة، وهو حكم التصريح بمحبة إحدى الزوجات أكثر من غيرها لغير النبي r، وقمتُ بتوضيح تقسيم الأصوليين لأفعال النبي r، ثم قمتُ بتكييف هذه المسألة مع أفعال النبي r، وأوضحتُ أنها لا تخرج عن ثلاثة تخريجات: أنَّها من خصائص النبي r، أو أنها من الأفعال التي صدرت منه r امتثالا للوحي، أو أنها من أفعال النبي r غير معلومة الحكم بالنسبة إليه r، ولا يظهر فيه قصد القُربة، ثم في نهاية المطاف بيَّنتُ ما ترجَّح لي في المسألة.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإنَّ من الموضوعات الفقهية المهمة موضوع (أثر ضمِّ الأموال في تكميل نصاب زكاة الذهب والفضة)، ذلك أنَّه يرتبط بثالث أركان الإسلام، ومسائله تتكرر كل عام على من يملك شيئًا من الذهب والفضة، وأبرز أهداف البحث: بيان أثر ضمِّ الأموال في تكميل نصاب زكاة الذهب والفضة، وبيان كيفية الضمِّ، وما يترتب عليه، وأما حدود البحث: فستقتصر على أثر الضمِّ في تكميل نصاب زكاة الذهب والفضة دون غيرهما من الأموال الزكوية، وسأتبع في البحث: المنهج الاستقرائي، والمنهج التحليلي، والمنهج الاستنباطي، وقد اشتمل البحث على: مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة، وفهرسين، ففي التمهيد: تعريف الزكاة والنصاب، وفي المبحث الأول: بيان حكم ضمِّ الذهب والفضة لتكميل النصاب وكيفية الضمِّ، وكيفية إخراج الزكاة بعد الضمِّ،  وفي المبحث الثاني: بيان حكم ضمِّ عروض التجارة إلى الذهب والفضة لتكميل النصاب، وكيفية تقويم عروض التجارة عند ضمِّها إلى الذهب والفضة، وفي المبحث الثالث: بيان حكم ضمِّ النقود المعاصرة إلى الذهب والفضة لتكميل النصاب، وبيان الأصل الذي يبنى عليه نصاب زكاة النقود المعاصرة، وكانت أبرز نتائج البحث ما يلي: الراجح أن الذهب والفضة، لا يضمَّان لتكميل نصاب الزكاة. اتفق أهل العلم على وجوب ضمِّ عروض التجارة إلى الذهب والفضة لتكميل نصاب الزكاة.

  ملخص البحث . يعد علم أصول الفقه من أهم العلوم الشرعية باعتباره علما منهجيا؛ فهو علم يساعد في فهم الخطاب الشرعي؛ وتحديد مستوياته واستيعاب مقاصده؛ كما أن مسائله وموضوعاته وطرق تناولها؛ مرت بقدر كبير من الإضافة والتغيير وتوظيف جملة من العلوم الأخرى؛ كعلم المنطق والكلام واللغة العربية؛ مما جعله علما مشبعا بكم كبير من التداخل والتعقيد, وغياب الغرض الأساسي منه؛ وتأتي هذه الدراسة لتثير جملة من المسائل والإيقاظات والمراجعات المتعلقة بعلم الأصول؛ من خلال الإشارة إلى بعض ما يكون سبباً للفهم والوعي بأهمية العلم وكيفية الاستفادة منه, ومقاربة موضوعاته ؛ وإزالة الاشتباك بين ما هو من صميم العلم؛ وما هو من رياضاته ومكملاته؛ وهذه المعالجة تتناول جملة من قضايا منهجية العلم وتاريخه ووظيفته وأسباب صعوبته؛ وتعقد توظيفه على مستوى الواقع الفقهي والشرعي.

تهدف الدراسة إلى بيان فنون ومهارات التواصل الزوجي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في تواصله مع أزواجه رضي الله عنهن في بيت النبوة، وعرضت الدراسة للمهارات والفنون اللفظية وغير اللفظية (لغة الجسد) وكذلك فنون ومهارات احتواء المشكلات الزوجية وحلها. واعتمدت الدراسة المنهج الاستقرائي والتحليلي من خلال تتبع مواقف النبي صلى الله عليه وسلم  الخاصة في حياته الأسرية وتواصله مع أزواجه في بيت النبوة، وتحليل هذه المواقف والاستدلال بمضامينها ذات الدلالة على مهارات التواصل الزوجي. وخلصت الدراسة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يملك أرقى فنون ومهارات التواصل الزوجي مع زوجاته، وكان صلى الله عليه وسلم يراعي هذه الفنون والمهارات في حياته الزوجية؛ من مهارات لفظية، ومهارات غير لفظية (لغة الجسد)، وقدم لنا صلى الله عليه وسلم خطط احتواء المشكلات قبل وأثناء وقوعها وخطط حلها بعد وقوعها. وتوصي الدراسة بأهمية إخراج دليل مرجعي يتضمن مهارات وفنون التواصل الزوجي للنبي صلى الله عليه وسلم في تواصله مع أزواجه رضي الله عنهن في بيت النبوة؛ يكون مرجعًا تستفيد منه الأسر، ومؤسسات التربية والتعليم، ومراكز التوجيه والتوليف والإصلاح الأسري.