الملخص
تناول البحث رعاية النّبي صلّى الله عليه وسلّم للأطفال في مجالاتها المختلفة، الرّوحيّة منها، والنّفسيّة، والعلميّة، والاجتماعيّة، والبدنية. وتبيّن أنّ الأساس في هذه الرّعاية هو الرّحمة التي تتناسب مع ضعف الصّغار. ووجد الباحث من خلال الدّراسة شمول السيرة النّبويّة لكلّ ما يخصّ الأطفال ورعايتهم، والعناية بتنميّة شخصيتهم، ووجد أن بيئة المسجد كانت ظاهرة في الأحاديث التي عالجت الموضوع.
وظهر في الدّراسة أنّ تعليم الصّغير يبدأ بكلمة التوحيد، وأنّ على ولي أمر الصّغير أن يقوم على تعليمه أمور الدّين، وأن يبدأ بأصول العقيدة إذا ما صار غلاماً. كما ظهر في الدّراسة أهميّة الرّعاية الاجتماعيّة للطفل، وأنّ هذه الرعاية يتمّ التأسيس لها من الأيام الأولى من مولد الطّفل. وفيما يخصّ الرّعاية النّفسيّة، فقد برز في الدّراسة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قام على رعاية هذا الجانب بصورة شاملة ومتكاملة، وأنّ هديه في هذا المجال يؤدي إلى إحداث التوازن النّفسي، الذي يمنع من سلوك الطّفل الطرق المنحرفة، ويحول بينه وبين اضطراب شخصيّته.
وعرج البحث على الرّعاية البدنيّة للطفل، وبرز في البحث تقديم الأطفال على الكبار في التغذية، من أجل نماء أبدانهم وصحّة عقولهم. وأخيراً بيّنت الدّراسة أثر الرّعاية النّبويّة للأطفال على بناء شخصيّتم السليمة المستقيمة، التي تقاوم صور الانحراف، وتمنع من إحداث خلل في حياتهم قبل البلوغ وبعده.