دعوى الجاهلية ومظاهرها ~ دراسة عقدية
الملخص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.
لقد أذهب الإسلام كِبر الجاهلية وفخرها بالآباء، ونعني بالجاهلية الحالة التي تكون عليها أمة من الأمم، من الضلال، قبل مجيئها هدى الله تعالى، وتلك هي الجاهلية العامة، التي زالت بالإسلام، وثمّ جاهلية خاصة، وهي التي تكون في شخص دون شخص، أو في بلد دون بلد، ولقد عالج الإسلام أفكار الجاهلية وأحكامها وأخلاقها ومعاملاتها، وذم دعواها ، ودعوى الجاهلية:كل ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن، من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة.
ومن أهم مظاهر الجاهلية:
1-الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب.
2-التنادي والتعصب للقبائل أو الأحزاب أو المشايخ.
3-الرايات العمية، ومنها الرايات القومية.
وتتلخص أسباب دعوى الجاهلية فيما يلي:
1-الظلم والجهل.
2-طلب السمعة وما تهوى الأنفس.
3-كيد الأعداء من الكفار والمنافقين.
ودعوى الجاهلية ليست نسيجا واحدا، فمنها ما هو كفر كالاستعانة بالموتى وطلب المدد منهم. ومن ذلك أيضا ظنون الجاهلية، كما في قوله تعالى حكاية عن المنافقين: (ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ).
ومن ذلك طلب تحكيم آراء البشر وأهوائهم بدلا من شريعة الله تعالى.
وبعض دعاوى الجاهلية ذنوب وأخطاء ومعاصٍ كالتعصب للأحزاب والقبائل والأشخاص.
والضابط في معرفة المكفر وغير المكفر من دعاوى الجاهلية: كل عمل من أعمال الجاهلية، يتضمن عبادة لغير الله، أو إنكار معلوم من الدين بالضرورة، أو صرف شيء من العبادة لغير الله، أو سوء ظن بالله ورسوله وتكذيب لهما، ونحو ذلك من نواقض الإسلام؛ فهو كفر بالله، وما سوى ذلك فهو من قبيل الذنوب والمعاصي.
ومن آثار دعوى الجاهلية:
1-العذاب والإهانة، فقد وصفها النبي r بأنها خبيثة ومنتنة.
2-التفرق وذهاب الريح وزوال النعمة.