مصطلح "لم يكن صاحب حديث " ودلالاته عند النقاد "جمعاً ودراسة"
الملخص
تتكلم الدراسة عن وصف علماء الجرح والتعديل لبعض الرواة بأنه/ لم يكن صاحب حديث، ونحوه، فأول من أطلقه على الرواة أيوب بن أبي تميمة، وقصد بذلك بأن الراوي لم يشتغل بعلم الحديث فقد غلبه الصلاح والعبادة على دراسة الحديث وتحصيله فكان يهم في الحديث، فلا يصح حديثه، ثم تبعه جماعة منهم أبو بكر بن عياش وقصد به ضعف الراوي ثم يحيى بن سعيد القطان في موضعين قصد بأحدهما: ضعف الراوي لانشغاله بعلم آخر غير الحديث، والثاني أراد بذلك شدة ضعف الراوي ونكارة روايته، وأطلقه سفيان بن عيينة وقصد به أن الراوي لا يُعرف بعلم الحديث إنما وَجد كتبا فحدث منها، وأكثر من ذلك الإمامان يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وأطلقاه على معان متعددة، ثم تتابع النقاد بعد ذلك على استخدامه، وغالب استعماله في المعاني السابقة، وأكثر بلد اسُتعمل فيه هذا المصطلح هو العراق، فأكثر انتشاره في بغداد والبصرة، والكوفة، والموصل، ولهم عدة أغراض في إطلاقهم إما لبيان أن الراوي ليس من أهل الحديث وطلابه، أو بيان ضعف الراوي، أو أنه ثقة لكن ليس من العارفين بالعلل والجرح والتعديل، وغيرها مما هو مذكور في ثنايا البحث.