أثر الخطأ في استقبال القبلة في الصلاة
الملخص
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقد شرع الله للمسلمين عبادات، وشرع لهذه العبادات شروطًا لا تصح إلا بها، ومنها شرط استقبال القبلة في الصلاة، الذي يترتب على معرفة أثر الخطأ فيه معرفة صحة الصلاة أو عدم صحتها، وذلك أن جهة القبلة قد تخفى على المصلِّي، فيجتهد في استقبالها، ثم يتبيَّن خطؤه في أثناء الصلاة أو بعدها، فما حكم صلاته؟ هذا هو موضوع هذا البحث. أما أبرز أهدافه فهي: بيان المقصود بالخطأ عند الفقهاء، وبيان فرض المكلف في استقباله للقبلة في الصلاة، وأثر الخطأ فيه. وأما حدود البحث، فهي مسألة أثر الخطأ في استقبال القبلة في الصلاة، والمسائل التي تبنى عليها. وقد سرت في هذا البحث على المنهج الاستقرائي والتحليلي والاستنباطي. وجعلت خطته على النحو التالي: مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة، وفهرسين، فكان التمهيد في التعريفات، وبيان حكم استقبال القبلة في الصلاة، وتحرير محل النزاع، والمبحث الأول: في بيان سبب الاختلاف في مسألة أثر الخطأ في استقبال القبلة، والمبحث الثاني والثالث في بيان أثر الخطأ في استقبال القبلة لمن تبين له ذلك في أثناء الصلاة أو بعدها. وكانت أبرز النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث أن استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة بالإجماع، فرضًا كانت أم نفلاً، إلا في حالات مستثناة، كما توصلت إلى رجحان صحة صلاة من تبين خطؤه بعد الصلاة إذا كان بعيدًا عن الكعبة، أو قريبًا منها لكنه لا يستطيع معاينتها.
هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا البحث كاتبه وقارئه، إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.