الأسس الفلسفية للهرمانيوطيقا في الفكر الغربي الحديث (دراسة تحليلية نقدية)
الملخص
يهدف هذا البحث إلى بيان الأسس الفلسفية التي تنطلق منها الهرمانيوطيقا عند معالجتها لقضيةِ المعنى في النص؛ وذلك من خلال تحليلِ نظريتها في ميتافيزيقا المعنى، ودلالة اللفظ على المعنى والوجود، وعلاقة اللفظ بالمعرفة، ومحاولة قراءة المقدمة الفلسفية المُشَكِّلة لها، وبيان الموقفِ من إمكانيةِ إعمالها لإنتاجِ مناهج لتأويلِ نصوصِ الوحيين، وقد انتهى البحثُ إلى: أن الهرمانيوطيقا تقوم على أسسٍ فلسفيةٍ تبينتْ في موقفِ فلاسفتها من الميتافيزيقا، والوجود، والمعرفة، وشكلتْ أثراً واضحاً في تأكيدها على صيرورةِ المعنى، وانفتاحِ التأويلِ إلى ما لانهاية، ومركزية المتلقي كمصدرٍ للحقيقة. كما انتهى البحثُ إلى التقريرِ بأن الهرمانيوطيقا تتناقض في المنطلقات مع نصوصِ الوحي الإلهي، وتتعارض مع كبرى اليقينيات القطعية فيه؛ ولهذا لا يمكن لها أن تُشَكِّل رؤيةً فكريةً لتشكيل منهاجٍ لقراءةِ نصوصِ الوحي الكريم. وبيّنا أن رفض ذلك لا يلزم منه رفضُ الإسلامِ للتأويلِ ذاته وِفْقَ فهمِ السلفِ الصالحِ لقواعدِ اللغةِ التي نزل بها الوحي، ولا لإعمالِ المؤولِ فكرَه في النصِ الإلهي ليحصل له به اليقينُ اللازم لإيمانه. والله تعالى أعلم.