المروءة وأثرها في الدعوة إلى الله عز وجل
الملخص
تأتي "المروءة" في مقدمة صرح الأخلاق، فهي قيمة إنسانية وفضيلة إسلامية تُعبِّر عن نُبْل صاحبها وطيب معدنه، الأمر الذي يجعل الحاجة إليها ماسة، لا سيما في ميدان الدعوة إلى الله عز وجل، ويهدف البحث إلى التأكيد على أهمية "المروءة"، وبيان أثر مروءة الداعية وثمرتها في عملية الدعوة، كما يهدف إلى استخلاص منهجية دعوية للتعامل مع ذوي المروءات، بما يحقق الاستفادة منهم وحسن توظيفهم. وقد اعتمد البحث على المنهج التحليلي بمكوناته، فهو يجمع النصوص ذات الصلة بالمروءة، ويلقي الضوء عليها بأسلوب علمي يقوم على التفسير والتحليل؛ لاستخلاص آثار مروءة الداعي، واستنباط قواعد دعوية يستنير بها الدعاة في التعامل مع ذوي المروءات. وقد خلص الباحث إلى أن "المروءة" ضرورية للداعية، فبها يستقيم ظاهره وباطنه، وهي سبيله إلى كسب القلوب، ونيل المصداقية والقبول لدى الناس، كما خلص إلى أن منهج الدعوة في التعامل مع ذوي المروءات يتمثل في: إكرامهم وتوقيرهم ورفع شأنهم، والوفاء لهم وحفظ صنيعهم، والاستفادة من طيب معدنهم وكمال عقولهم، وإقالة عثراتهم. ويوصي الباحث بإبراز نماذج المروءة في واقعنا المعاصر إعلاميًّا ومجتمعيًّا، وتقديم الدعم والتكريم اللائق بهم، حتى يستقر في وجدان الناس أن هؤلاء هم القدوات والصفوة الذين ينبغي الاحتفاء بهم، كما يوصي باستكتاب الباحثين عامة والدعاة على وجه الخصوص لتناول ظاهرة تراجع المروءة في واقعنا الحالي "الأسباب والعلاج"، وذلك باستخدام أساليب الرصد والتحليل العلمي الذي يقود إلى نتائج سليمة.