التطرف وأثره على المدعوين وسبل مواجهته دراسة وصفية تحليلية لظاهرة تطرف بعض الدعاة على المدعوين في ضوء منهج الدعوة الإسلامية
الملخص
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد؛ فقد تناول هذا البحث دراسة موضوع: ظاهرة تطرف بعض الدعاة إلى الله تعالى على المدعوين سواء كان تطرفاً في جانب الإفراط أم في جانب التفريط، وبيان سبل مواجهته في ضوء منهج الدعوة الإسلامية القويم. ويهدف الباحث منه تحقيق الآتي: الوقوف على حقيقة تطرف بعض الدعاة في الخطاب الدعوي الموجه إلى المدعوين، والكشف عن الأسباب والدوافع الحقيقية لتطرف الدعاة على المدعوين، والوقوف على أبرز مظاهر وآثار تطرف الدعاة على المدعوين، وتحديد أبرز السبل الوقائية والعلاجية المناسبة في مواجهة تطرف الدعاة على المدعوين، والمحاولات الاستباقية في معرفة أبرز المشكلات التي قد تواجه المدعوين من مظاهر تطرف بعض الدعاة والمربين سواء كان في جانب الإفراط أم التفريط، ولوضع الحلول المناسبة للحد منها.
ومن أبرز مظاهر تطرف الدعاة على المدعوين: الحكم على المدعو بالتكفير أو التفسيق أو التبديع بغير حق، ومحاولات إسقاط مكانة العلماء الربانيين والمرجعيات العلمية في نفسية المدعو، واستخدام أساليب العنف والغلظة والفظاظة في التعامل معه، والإساءة له وأذيته معنوياً أو جسدياً، وسوء الظن به والنظرة التشاؤمية له، واستخدام الأناشيد التي تسمى دينية أو إسلامية في دعوته والإفراط فيها، واستخدام الآهات والأصداء والمؤثرات الصوتية المدمجة في المقاطع الدعوية، وغيرها من مظاهر تطرف الدعاة على المدعوين.
ومن أهم السبل الوقائية والعلاجية في مواجهة ظاهرة تطرف بعض الدعاة إلى الله تعالى على المدعوين: تأهيل الدعاة إلى الله تعالى علمياً وعملياً، ومراعاة الفروق الفردية في الخطاب الدعوي الموجه للمدعوين، وتقرير منهج السلف الصالح في الدعوة إلى الله تعالى في نفوس المتطرفين من الدعاة، ودحض شبهات المتطرفين المنحرفة سواء كانوا من الغلاة أم من الجفاة في دعوة المدعوين، وبيان ضرورة نصح المتطرف وحواره وبيان الصواب له، وعدم تمكين المتطرفين من المنابر الدعوية المتنوعة والتضيق عليهم وتحجيم أنشطتهم وكذلك محاورتهم وبيان المنهج القويم في الدعوة إلى الله تعالى، وإصرارهم على ممارسة الدعوة إلى الله تعالى بمفاهيمهم المجانبة للصواب، فعند ذلك يُمنعون؛ دفعاً لشرورهم عن الأمة الإسلامية، وصيانة لها من التأثر بأفكارهم المنحرفة وبممارساتهم الخاطئة في الدعوة إلى الله تعالى.
ومن أهم نتائج البحث: تبيّن للباحث وجود التطرف عند الغلاة والجفاة من الدعاة إلى الله تعالى في الخطاب الدعوي الموجه إلى المدعوين، وعِظم مخاطر التطرف وأثره السيئ على المدعوين، من حيث إحجامهم عن قبول دعوة الحق والاستجابة لها، أو ردها، أو صد الناس عنها.
وأن تطرف الدعاة على المدعوين لا يقتصر على التطرف في جانب الإفراط والغلو في دعوته، بل قد يشمل التفريط والجفاء في إيصال الدعوة له. وكذلك ضرورة الإعداد العلمي والعملي للدعاة إلى الله تعالى والمربين لتجنب الانزلاق في مخاطر تطرف الدعاة على المدعوين سواء كان تطرفاً في جانب الإفراط أم في جانب التفريط.