مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها في نشر الفكر الاستشراقي، وسبل التصدي له
الملخص
هدفت هذه الدراسة إلى بيان دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الفكر الاستشراقي، والتعرف على أهم آثاره الثقافية السلبية على وعي الشباب المسلم، وإيضاح التفاعلات الشبابية بمواقع التواصل الاجتماعي معه، وبيان الأساليب الناجحة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لغرض مواجهة الفكر الاستشراقي، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي والمنهج الاستقرائي، وتوصل من خلاله إلى نتائج منها: أن من ملامح تفاعلات الشباب المسلم مع مضامين الفكر الاستشراقي؛ الكراهية الزائفة ضد المتدينين، وإثارة القناعات عن إسلام بديل، والتشكيك بالحقائق والثوابت الإسلامية، وإعادة فهم القرآن، ونقد الموثوقية من الحديث النبوي، وتغريب المفاهيم والقيم، والتفاعل مع اليسار الفكري، وظهور ودعم حركات التحرر النسوي، وشيوع موجات الإلحاد، والسخرية من الشعائر الإسلامية. وتجلت أخطر آثار الفكر الاستشراقي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ عبر اختراق وعي النخبة، وتثوير الجدل الفكري بين الشباب المسلم، وتأطير مناهج البحث الغربية، وتحييد مناهج المعرفة الإسلامية، وتطبيع حرية الرأي والتعبير، ودمج الطقوسية بالتدين. والشباب المتأثر بالفكر الاستشراقي هم الشباب المراهق، والشباب المغترب عن وطنه، والشباب المتطرف. ويتجلى أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في مواجهة الفكر الاستشراقي؛ في إحياء المسؤولية الفردية في المعرفة والثقافة، وتنمية ملكة التفكير الإسلامي وأساليبه، وتفعيل منهج التحليل الاجتماعي، وتنمية القيم الأخلاقية، وتطوير الخطاب الدعوي في الصحافة الإلكترونية.
وأوصى الباحث بتتبع ورصد مظاهر الاختراق الغربي المعاصر للعقل العربي والمسلم من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ورصد الأفكار الاستشراقية التي روّجت لها بعض مواقع التواصل الاجتماعي وتم إخراجها بقوالب فكرية، للتمييز بين ما هو من فكر المسلمين المقبول وما هو من الفكر الاستشراقي المردود.