الريادة العلميَّة للشّيخ ابن عضيب في القصيم
الملخص
إن الناظر في الخريطة العلميَّة للقصيم -منذ نشأتها- يجد أن العلم والتعليم لم ينتشر إلا بعد قدوم الشَّيخ ابن عضيب رحمه الله (1070- 1161ه)، ولم يعرف عالم فيها قبل الشَّيخ، وهذا ما سيتضح من خلال البحث.
كانت بلدة عنيزة متفرقة في حارات، وفي عام 1097ه أصبح لها أمير واحد، وبدأ بترتيب شؤونها، ومن ذلك استجلاب من يتولى الوظائف الشرعيَّة، وممن وقع عليهم الاختيار الشّيخ ابن عضيب، فاستُقبِل استقبالًا يشي بالاهتمام والرغبة بالاستفادة منه في جميع المجالات الشرعيّة، وخاصّة في وظيفة التعليم.
واستقر مقام الشّيخ بقرية (الضُّبَط)، وتولى القضاء والخطابة في الجامع الكبير بعنيزة مدة من الزمن، وامتد به العمر، وهو في نشاطه في التعليم، والنسخ، والإفادة.
وبقدوم الشَّيخ على هذه البقعة أضحت من حواضر العلم، ويُعرَف أثر الشّيخ فيها من خلال المقارنة بين عهدين: عهد ما قبل الشّيخ، والعهد الذي عاش فيه وما تركه من أثر بعده.
وأصبحت عنيزة والقصيم بعد قدوم الشّيخ واحة علم، وأضحى تلاميذه منارات هدى في البلاد، وتقلدوا الوظائف الشرعيّة، وأصبح العلم ووسائله في متناول كل طالب، وهكذا كانت البركة في مقدم الشّيخ -رحمه الله- على هذا البلد.