الشيخ العلامة: عبدالله بن سليمان ابن بليهد ومنهجه في التعامل مع ظاهرة البناء على القبور في المدينة المنورة
الملخص
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين... وبعد؛
فحيث أن العلماء من أفضل الشهود على الواقع بحكم العلم الشرعي والثقة فيهم من الولاة والعامة، فهم محل الرأي ومصدر الفتوى، ولا يخفى أن لسير العلماء العلمية والعملية أثر بالغ في المجتمع؛ وقد اشتمل هذا البحث على سيرة الشيخ العلامة عبدالله بن سليمان ابن بليهد وطلبه للعلم ورحلاته ثم توليه مهاما ومناصب كبيرة كلفه بها ولي الأمر .
ولعل من أظهر هذه المهام التصدي لبعض السلوكيات المناقضة للتوحيد أو المخالفة لكماله من البدع التي تسربت إلى البلاد المقدسة بحكم الوفود الإسلامية للحج والعمرة وقد كان للشيخ جهود مشهودة في إزالة ما بني على القبور في بقيع الغرقد وفق منهج حكيم، ومناقشة الشبهات ومحاورة دعاة البدع، وإقامة الحجة على من ينادي بها وفق منهج علمي.
وكان لولاة الأمر حينها أثر كبير في منح الشيخ ثقة وصلاحية أوصلت رسالته وحققت المقصود من نشر السنة ومحاربة البدعة فتم بحمد الله إقناع فئات من الناس وإزالة البدع المحدثة على القبور وهذا من فضل الله تعالى ثم اتحاد الكلمة بين الراعي والرعية وبالذات أهل العلم لتحقيق رسالة الأنبياء من إقامة التوحيد ومحاربة ما ينافيه أو كماله