الْجُزْءُ فِيهِ الْخَامِسُ مِنَ الْفَوَائِدِ الْمُنْتَقَاةِ الْحِسَانِ انْتِقَاءُ الشَّيْخِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيِّ، لابْنِ مَعْرُوفٍ. (تحقيق وتخريج ودراسة)

الملخص

كان الغالب على المحدثين لا سيما النقاد منهم استيعاب أحاديث شيوخهم كتابة وسماعا وحفظا، ولكنهم لأغراض كثيرة منها ضيق الوقت أوتعذر كتابة جميع حديث الشيخ وسماعه، لا سيما إذا كان عامته مرويا مسموعا عندهم من طرق كثيرة أخرى، كان يلجئون للانتقاء والانتخاب، ولم يكن يتصدر للانتخاب على الشيوخ إلا أكابر الحفاظ العارفون بفوائد حديث الشيوخ، ومن أشهر من اشتهرت عنايته بالانتخاب الحافظ الدارقطني، وقد بلغ ما انتخبه من حديث أبي بكر الشافعي وحده مائة جزء، وهذا الجزء الذي أقدمه اليوم هو مما انتخبه الإمام الدارقطني من حديث القاضي عبيد الله ابن معروف البغدادي المعتزلي، وقد جرى فيه على انتخاب الطرق الحسان فحسب، وعامة الأحاديث المذكورة فيه متونها مشهورة، بل كثير منها مخرج في «الصحيحين» أو أحدهما، أو ثابتة في غيرهما، وإنما اعتنى الدراقطني بتخريج الطرق الغريبة الغير المشتهرة، كما يفيده مضمون كلمة «الفوائد»، غير أنه أضاف لهذا الوصف قيدا آخر تضيق به دائرة هذه الفوائد، حيث قصرها على الحسان فحسب، والظاهر أن قصده بالحسن هنا ما هو أعم من معناه المستقر عند المتأخرين من المحدثين، والقاضي بكون هذا الحسن إما حسنا لذاته، وإما لغيره، ذلك أن فيما أورده أحاديث وصفت بأنها من الأباطيل أو المناكير، ولا يمكن عدها حسانا على أحد المعنيين السابقين، والله أعلم.

حقوق النشر ومعلومات الترخيص غير متوفرة
حقوق النشر ومعلومات الترخيص غير متوفرة
السير الذاتية للمؤلف غير متوفر.