دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير علاقات الأسرة المسلمة دراسة ميدانية على أسر منطقة القصيم " بريدة " نموذجاً
الملخص
دور[1] وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير علاقات الأسرة المسلمة
الأسرة هي النواة الأولى في بناء المجتمع الإسلامي، فالأسرة هي أساس المجتمع، ففي ظلال الأسرة يتربى الفرد الصالح وتنمو المشاعر السليمة، مشاعر الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة. ويتعلم الناس التعاون على الخير والحب والتعاطف وعلى البر في ظل الأسرة.
وعلى الرغم من أن الأسرة وحدة اجتماعية صغيرة إلا أنها أساس وجود المجتمع وأقوى نظمه، فهي المهد الحقيقي للطبيعة الإنسانية، فالأسرة تقوم بوظائف عديدة تتصف بالتكامل والتداخل، وقد كانت في الماضي تقوم بكثير من الوظائف التي يقوم بها المجتمع حالياً.
ولعقود طويلة ظلت الأسرة بجانب المدرسة والمسجد تلعب دوراً أساسياً في تكوين مدارك الإنسان وثقافته، وتساهم في تشكيل منظومة القيم التي يتمسك بها ويتخذها معالم تتحدد من خلالها مقومات السلوك الاجتماعي بما فيها علاقات الآباء بالأبناء.
أما اليوم فقد انتقل جزء كبير من هذا الدور إلى شبكات الإنترنت والهواتف النقالة والبرامج المتصلة بها بالإضافة للألعاب الإلكترونية، الأمر الذي فتح الباب أمام أنماط من التواصل الافتراضي الذي حل محل دور الأسرة الواحدة مما ساهم في توسيع الفجوة وتكريس الصراع بين أفراد الأسرة.
واليوم فإن تحولات الاتصال التكنولوجي تشير إلى إفراز تفاعلات جديدة للعلاقات على صعيد الأسرة أدت إلى تعزيز العزلة والتنافر بين أفرادها، وكان لها أثر في تلاشي قيم التواصل الأسري وخصائص المجتمع، مما حتم فرض سبل كفيلة بتسهيل استعادة الأسرة لدورها الرئيس في التربية والتوجيه، والاستفادة من الجوانب الإيجابية لوسائل الاتصال الجديدة، ووضع آليات يمكن من خلالها القضاء على الأمية التكنو اتصالية للآباء والأمهات لتسهيل عملية توجيه الأسرة. وقد سعى هذا البحث إلى التعرف إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغير العلاقات الأسرية إيجاباً أو سلباً لتعزيز الأنماط الإيجابية ووضع آلية ممكنة لتحجيم الأنماط السلبية منها.
[1] - ويعرف الدور كعنصر في التفاعل الاجتماعي وهو هنا يشير إلى نمط متكرر من الأفعال المكتسبة التي يؤديها شخص معين في موقف معين .
الأستاذ الدكتور محمد عاطف غيث ، قاموس علم الاجتماع (الاسكندرية :دار المعرفة ، 1993م ) ص 390 .