مناهج الأصوليين في تقسيم دلالة اللفظ على المعنى في على الفهم المقاصدي لخطاب القرآن
الملخص
فقد اهتم علماء أصول الفقه بمباحث الدلالات اللغوية اهتماما بالغا، وخاصّة طرق دلالة الألفاظ على المعاني التي تعدّ جوهر هذه الدلالات، لما لها من أهمية في فهم الخطاب القرآني الذي نزل بلغة العرب، فأسّسوا بناء على ذلك نظريات متكاملة ومتميزة، تبيّن منهجهم الرصين في الاستنباط، وتوضّح المقومات العملية التي ساروا عليها في التنزيل لهذا الفهم من خلال ربط هذه المناهج بقضايا مقاصد الشريعة الإسلامية، بالنظر إلى الآثار والأبعاد التي يرتبها العمل بهذه الدلالات اللغوية.
ولوضع اليد على هذه المناهج وأثرها المقاصدي في خطاب القرآن، تأتي هذه الدراسة التي قسمتها إلى مبحثين رئيسيين:
المبحث الأول: خصصته لتوضيح المراد من مفهوم الدلالات عموماً، وأهمية التقسيم الأصولي لدلالة اللفظ على المعنى ومقاصده العامة.
وجاء في مطلبين، الأول يوضحّ مفهوم الدلالات في البناء اللغوي، وعند الأصوليين والمناطقة.
فيما تناول المطلب الثاني، أهمية التقسيم الأصولي لدلالة اللفظ على المعنى وبيان مقاصده العامة، من خلال عنصرين:
أما المبحث الثاني، فجاءت مطالبه الخمسة، لترصد دلالات اللفظ على المعنى وأثرها في الفهم المقاصدي للخطاب القرآني، وهي الدلالات التي توافق عليها منهج الجمهور والحنفية.
حيث أوضح المطلب الأول، الأثر المقاصدي المستفاد من منهج استثمار دلالة العبارة عند الحنفية أو المنطوق الصريح عند الجمهور في الاستنباط من الخطاب القرآني.
وتناول المطلب الثاني، دلالة الإشارة في المدرستين، وأثرها في الفهم المقاصدي لخطاب القرآن الكريم، خاصة أن أسس هذه الدلالة يقوم على منهج التأمل والتدبر ودقة النظر.
بينما نجد المطلب الثالث، الموسوم بــدلالة النص أو مفهوم الموافقة وأثرها في الفهم المقاصدي للخطاب القرآني، يتحدث عن الأبعاد المقاصدية التي يحققها إعمال دلالة النص عند الحنفية أو مفهوم الموافقة (الأولى والمساوي) عند الجمهور.
ويرصد المطلب الرابع، الأثر المقاصدي لدلالة الاقتضاء التي تقوم على أساس تقدير محذوف عقلا ًأو شرعاً، يحتاجه الخطاب ليستقيم معناه.
فيما خصصت المطلب الخامس، لدلالة مفهوم المخالفة، التي انفرد بها الجمهور من الأصوليين –مع اختلافهم في بعض أنواعها- .
وفي خاتمة الدراسة، تناولت مجموعة من النتائج التي توصل إليها البحث ومنها، أهمية التنوع الدلالي الذي يسعف في توسيع زاوية العمل وتقديم الأولى رعاية لمقاصد الشريعة الإسلامية عند التعارض