العوامل المؤثرة في خطبة الجمعة في المجتمع السعودي مدينة بريدة ومراكزها نموذجاً
الملخص
ومن أولويات خطبة الجمعة هو استثمارها فيما يفيد المجتمع ويقوي الدين، فكانت خطبة الجمعة أهم وسيلة لإيصال المادة الدينية والاجتماعية للفرد والمجتمع. وقد وضع الإسلام خطبة جمعة تتكرر قبل صلاتها يتناول فيها الخطيب قضايا الأمة والدين وسبل علاجها.
ومن مقتضى ذلك؛ فإن خطبة الجمعة يجب أن تصل إلى عقول وجوارح مستمعيها فتؤثر فيهم حتى تحقق الغرض الذي فرضت من أجله.
والمتتبع لخطب النبي r في الجمعة يرى أنها ذات تأثير قوي في المسلمين، فقد وردت أحاديث عن النبي r تحث على النهي عن كل ما يعيق هذا التأثير، فحثت على الإنصات والاستماع وعدم الانشغال بأشياء تلهي عن التأثر بالخطبة، ومن ذلك ما ورد عن النبي r أنه قال (من مس الحصى فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له)[1] وقوله r في رواية زيد بن ثابت عندما خطب بالخيف من منى حيث قال (نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى سمعها، فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)[2] .
هكذا كانت الخطبة في الإسلام وهكذا كان الإسلام يريد من الخطبة أن تؤثر ويتأثر بها الناس.
والملاحظ الآن أن خطبة الجمعة أصبحت قليلة التأثير لدى بعض المصلين، وبالتالي أصبح أثرها في سلوك الناس وثقافة الفرد والمجتمع محدوداً.
وفي هذا البحث جرى تشخيص حال الخطبة اليوم والتوصيات بعلاجها.