الفـــروق الـفقــهية بين صلاتي الفرض والنفل عند المالكية (جمعاً ودراسة)
الملخص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فهذا بحث بعنوان (الفروق الفقهية في صلاتي الفرض والنفل عند المالكية) "جمعاً ودراسة" تضمن البحث مقدمة واشتملت على أهمية الموضوع وأسباب اختياره ، وأهدافه ، ومشكلة البحث ،وحدوده الموضوعية ، ومصطلحاته والمنهج الذي اتبعه الباحث ، ولتناول هذا الموضوع تم تقسيمه إلى تمهيد، ومبحثين تفصيلها ما يلي:
التمهيد: التعريف بمصطلح الفروق الفقهية وبيان أهميته ونشأته.
المبحث الأول: الفروق الفقهية بين صلاتي الفرض والنفل في الأقوال: التعوذ والبسملة، ودعاء الاستفتاح، وقراءة السورة بعد الفاتحة، وقراءة آية سجدة، والقراءة من المصحف.
المبحث الثاني: الفروق الفقهية بين صلاتي الفرض والنفل في الأفعال: القبض والسدل في الصلاة، الصلاة في جوف الكعبة ، وصلاة الصبي، وسجود السهو.
ومن خلال هذا البحث تتبيَّن دقة المالكية وقدرتهم على التعليل والتفصيل في التفرقة بين صلاتي الفرض والنفل ، ومن أهم ما اعتمد عليه المالكية في ذلك، أن النفل اختياريّ والفرض جبريّ فيُغتفر في النفل ما لا يغتفر في غيره لخفته، وتطبيق قاعدة "الإعمال أولى من الإهمال " والجمع بين الدليلين أولى من العمل بأحدهما، وتقديم عمل أهل المدينة على خبر الآحاد باعتباره كالمتواتر ويظهر من البحث تعدد الروايات في مذهب مالك، ما بين قولٍ مشهور، وغير مشهور ، ويعتبر غالب ماذكر من المشهور هو من رواية ابن القاسم في المدونة ، وهو من أحد معاني المشهور عند المالكية ، أما غير المشهور فهو ما قوي دليله ويعرف بالراجح في المذهب يقول الناظم:
إن يكن الدليل قد تقوّى **** فراجح عندهُمُ يُسمَّى
ويتضح من خلال البحث أن التفرقة بين صلاتي الفرض والنفل تدور حول المشهور والراجح ،ومن المالكية من قدّم المشهور على الراجح ؛كالعدوي،والمازري ومنهم قدّم الراجح وهو المرتضى عند ابن العربي، والقرافي، والأجهوري يقول الناظم:
مَشهُورهم لِراجح تعارضا **** يُقدم الراجح وهو المُرتَضى
وفي خاتمة هذا الموضوع يوصي الباحث بالوقوف على تصانيف الأقدمين والتحقق من أقوالهم من كتبهم كما يوصي بتشجيع الدراسات التي تتناول الفروق الفقهية حتى يتمكن الباحثون من حقائق الفقه ومداركه وأسراره ومآخذه.