نُصوصٌ من كِتابِ "التَّقريبِ والإِرشَاد" لأَبي بَكرٍ الباقِلانيّ رواية أبي الفَضل ابنِ عُمْروس البغدادي توثيقاً ودراسة
الملخص
المستخلص: توالت جهود الأئمة في ترتيب علم أصول الفقه وتنقيحه ، فبسطوا المباحث بالدلائل ، وحرَّروا الأقوال وفرّعوا المسائل ، وجاء القرن الثالث والرابع الهجريين بجهودٍ غير مسبوقة ، وكان من أبرز أئمة القرن الرابع الذين صنفوا في هذا العلم: القاضي أبو بكر محمد بن الطيِّب الباقِلاني البغدادي المالكي (403هـ) ، فصنَّف في الأصول تصانيف عدة ، أشهرها كتابه الكبير "التقريب والإرشاد". وكان لكتابه المذكور منزلةٌ خاصة لدى الأصوليين ، إلا أن غالب الكتاب لا يزال في عِداد المفقود ، ولم يظهر منه سوى النصف الأول من مختصره "التقريب والإرشاد الصغير" ، وجزء من آخر "التقريب والإرشاد الأوسط" . وغالب الباحثين عن آرائه إنما يرجعون إلى هذا القدر المطبوع من آثاره ، مع رجوعهم إلى "التلخيص" لإمام الحرمين (478هـ) ، وإلى نقولات الأصوليين المعنيين بنقل آرائه في ثنايا مصنفاتهم الأصولية. وقد لفت نظرَ الباحث منذ سنوات نصوصٌ نادرةٌ مسنَدَة منقولةٌ بحروفها من كتاب "التقريب" المذكور ، وردت مفرَّقةً في كتاب "الكفاية في أصول الرواية" للخطيب البغدادي (463هـ) ، رواها عن شيخه أبي الفضل ابن عمروس البغدادي (452هـ)، عن شيخه أبي بكر الباقلاني . وهي نصوصٌ عزيزة من مباحث "الأخبار" في كتاب "التقريب والإرشاد" ، تمثل قطعة من الجزء المفقود من هذا الكتب ، فتتبعها الباحث ورأى أهمية جمعها وإبرازها للباحثين لأسبابٍ عدة ، ثم حرّرها في هذا البحث ، وختم ذلك بنتائج مهمة ، وتوصيات تؤكد على أهمية العناية بتراث هذا الإمام في علم الأصول ، وإبرازها في معلمةٍ أصولية جامعة.