رِوَايَاتُ حَدِّ النَّبيِّ الخَائِضِينَ فِي الإِفْكِ جَمْعَاً ودِرَاسَةً
الملخص
يعمد أعداء الإسلام -قديماً وحديثاً- إلى استهداف صحابته الأبرار، وأزواجه الأطهار -رضوان الله عليهم أجمعين- بالطعن، أو التنقص، أو النيل، لإسقاطهم، إذ بإسقاطهم يسقط الدين الإسلامي، فهم حملته وناقلوه لنا. ومن تلكم المحاولات البائسة، والأحداث اليائسة، استهداف المنافقين: رمي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر الصديق بالإفك، واتهامها -زوراً وبهتاناً- بفعل الفاحشة مع صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه، لما تخلفت عن الركب، إثر قفول الجيش في غزوة بني المصطلق. وقد برأها الله من فوق سبع سماوات في قرآن يتلى إلى قيام الساعة، ودراستنا هذه تثبت إقامة النبي r حَدَّ القذف على من ثبتَ خوضه في الإفك، ولعلي ألخص مضامين البحث في النقاط التالية:
أولاً: صحابة رسول اللهr وأزواجه الطاهرات المبرآت، خير الأمة بعد رسول اللهr، رضي الله عنهم، أثنى عليهم الله جل وعلا في القرآن، وأوصى النبيr بحفظ حقوقهم؛ فمحبتهم، وموالاتهم، والذب عنهم من الدين.
ثانياً: ثبوت براءة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، مما رماها بها المنافقون، بنص القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
ثالثاً: ورود أسماء من ثبت خوضه في الإفك من الصحابة رضي الله عنهم، غفلةً واغتراراً بما أشاعه المنافقون عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهم: (حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش).
رابعاً: تمخضت دراسة الأحاديث الواردة في حَدِّ النبي r الخائضين في الإفك حَدَّ القَذْف عَمَّا يلي:
- صَحَّ الحديث من مسند عائشة رضي الله عنها، من طريق: محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، عن عائشة رضي الله عنها. كما صَحَّ من مسند أبي هريرةt.
- لم يَصِحَّ الحديث من مسند: (عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأبي اليسر، وبعض طرق مسند عائشة رضي الله عنهم).
خامساً: ثبوت إقامة النبيr الحد على من ثبت خوضه في الإفك بأم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما، وهم: (حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش)، وإنما لم يقم الحد برأس النفاق المشيع للإفك بين المؤمنين عبد الله بن أبي بن سلول؛ لعدم ثبوت خوضه في الإفك علناً؛ أو لأنه كان يخرج الإفك في قوالب من لا ينسب له؛ أو لأن الحدود تخفيف وكفارة لأهلها، وهو ليس أهل، وغير ذلك.
سادساً: لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فضائل وخصائص، وكلُّ من يطعن، أو يشك في براءتها مما رماها به المنافقون؛ فهو مكذبٌ للقرآن والسنة، وهذا كفرٌ وردةٌ عن الإسلام. والله ولي التوفيق.