ضوابط تزاحم المصالح دراسة أصولية فقهية تطبيقية
الملخص
إن هذه الشريعة قد جاءت لتحقيق مصالح الناس ، وإن المطلوبات التي يطلبها الشارع يقصد منها تحقيق المصالح للفرد والجماعة ،وهذه المطلوبات قد تتزاحم بحيث لا يستطيع المكلف أن يأتي بها كلها مرة واحدة ،فكيف يتصرف المكلف، ذلك أن التكاليف التي كلفنا بها الشارع ليست على درجة واحدة من الأهمية ، وهنا تأتي أهمية الفقه بمراتب الأعمال وأعلاها .ومن يتتبع آيات القرآن الكريم أو السنة النبوية أو سياسة التشريع ، يجد أمثلة كثيرة ونصوصا عديدة تؤكد أن مبدأ مراعاة ترتيب المصالح المتعارضة المتزاحمة مبدأ أصيل في الشريعة الإسلامية.
إن المجتهد أو المكلف حتى يستطيع أن يوازن بين المصالح حالة تزاحمها لا بد له من أن يكون ملما بمراتب الأحكام الشرعية من واجب ومندوب ،عارفا بمقاصدهامن ضرورية وحاجية وتحسينية ،ومتعلقة بحفظ الدين أو النفس أو العقل أو العرض أو المال ؟ وأن يكون عارفا بالواقع وحاجاته وملابساته ، وبالمستفتي وظروفه وأحواله وإمكاناته.
وقد توصل الباحثان من خلال استقراء النصوص الشرعية ،وملاحظة تصرفات الشارع في الكتاب والسنة،ومن خلال استقراء أقوال الفقهاء،وتمحيص مقاصد التشريع،إلى حصر مجموعة من الضوابط يحتكم إليها في المفاضلة بين المصالح المتزاحمة ،كما عقدا مبحثا تطبيقيا على كيفية مراعاة المصالح المتزاحمة في بعض ميادين الحياة.