التكامل المعرفي بين علم أصول الفقه وعلوم اللغة العربية
الملخص
يهدف التكامل المعرفي في الدراسات الشرعية عموماً إلى خدمة العلوم بعضها لبعض على وجه يحصل منه الكمال والتمام في أصول العلوم وفروعها، ولعل من أبرز العلاقات القائمة بين العلوم، علاقة علم أصول الفقه بعلوم اللغة العربية، لما بينهما من المناسبة التي لا تخفى، وحدود هذه العلاقة تتمركز في ثلاثة جوانب: الأول: التكامل المعرفي في المنهج والأصول العامة، ومن أبرز مظاهره: اشتراط الأصوليين العلم باللغة العربية للأصولي المجتهد، وكثرة المباحث اللغوية في كتب الأصوليين وتنوعها، ومتابعة النحويين للأصوليين في تدوين علم أصول النحو والتأليف فيه، الجانب الثاني: التكامل المعرفي في الحدود والمعاني، ويتمثل في اعتماد الأصوليين على اللغة العربية لمعرفة المعنى اللغوي للمصطلحات الأصولية، وبيان المناسبة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي، وتحديد معنى النص وفقاً لقواعد اللغة ومعهودها، الجانب الثالث: التكامل المعرفي في الاستدلال والاحتجاج، ومن أبرز مظاهره: استدلال الأصوليين بأدلة لغوية لإثبات القواعد الأصولية، كالاستدلال بإجماع أهل اللغة أو إجماع علمائها، أو بأحد قواعدها، كالاستدلال بما يسبق إلى الفهم ويتبادر إلى الذهن، ولا يخفى أن للنحاة كذلك استدلال بأصول الفقه واحتجاج به، فقد اعتمدوا عليه في الترجيح بين المسائل الخلافية، وفي الاحتجاج بقواعده تأصيلاً وتطبيقاً.