الملخص
تحت عنوان ( منهج القرآن الكريم في توجيه الصحابة ) رغبت أن أجمع الخير من أطرافه، فالقرآن الكريم - إلى جانب أنه كتاب هداية ونور – نبع دائم الفيض، لا ينضب ولا يغيض، والصحابة غرة جبين الأمة، لذا حرصت على معرفة خصوصية الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، من خلال التعرف على معالم المنهج القرآني في توجيههم، وبعد الوقوف على ثمار تلك التربية عليهم أولاً ثم على من يتأسى بهم. وأعتقد أن المباحث هنا قد وفّت إلى حد كبير بذلك:
فالمبحث الأول (اهتمام القرآن الكريم بالصحابة) عُني ببيان علو شأنهم، وثناء الله تعالى عليهم، وأمره نبيه عليه الصلاة والسلام بالاهتمام بهم، مع إلماحة عن التوجيهات العامة والخاصة لهم رضوان الله عليهم.
أما المبحث الثاني ( أهم جوانب التوجيه القرآني للصحابة ) فأفضت الحديث فيه عن التوجيهات العقدية والفقهية التشريعية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية والعسكرية.
وطَوَّف المبحث الثالث في ( أساليب التوجيه القرآني للصحابة ) مثل : التعليم وبيان الخطأ، والحث والتشجيع، والتنفير من أفعال الكفار والمنافقين، والعِتاب، ومخاطبة العقل والعاطفة.
ثم الخاتمة التي ضمنتها خلاصة رأيي ، وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها :
1- أهمية إجلال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وإكرامهم، والذبّ عنهم، وصيانة مكانتهم، ذلك أن التوجيهات الربانية لهم كونت منهم قامات شامخة راسخة الإيمان قَدِرت على تحمل الأمانة، ثم على إيصالها بأمانة وإتقان، فلهم الفضل بذلك بعد رسول الله r .
2- ضرورة إبراز تلك التوجيهات الخاصة ومن ثَمّ التأدب بها، لأنها كما أثّرت إيجاباً في الصحابة رضوان الله عليهم؛ فسيكون لها ذات الأثر أو قريباً منه على كل مؤمن حريص على التأسي بهم والسير على منوالهم.
3- التوجيهات التي قصد بها الصحابة أولاً تنبهنا إلى الجانب الخطّاء في بني آدم، بِحُكْم البشرية من جهة، وانتفاء العصمة عنهم من جهة أخرى، ومع ذلك نراهم طبقوا الشريعة بحذافيرها حتى بعد وفاة النبي r وبخاصة إبان الخلافة الراشدة، الأمر الذي يبرهن – بما لا يدع مجالاً للشك- على أن التطبيق الكامل للشريعة ممكن إذا صدقت الإرادة وحَسُن التوجّه، وهذا أحد مكامن صلاح الشريعة لكل زمان ومكان.