الملخص
تمثل مرويات الإمام علقمة بن قيس النخعي المتعلقة بالقرآن الكريم تراثاً عظيماً، ومعيناً ثراً غدقاً، يتبوأ المكانة السامقة بين روافد التلاوة والتفسير وأصول الشريعة الغراء، وقد تنوع بين قراءة متواترة، وأخرى شاذة، وأقوال تفسيرية، فاختص هذا البحث بالقراءات المتواترة، ونظم في مبحثين، أولهما مختصر في التعريف بالإمام علقمة، وسيرته، وعلمه، وعبادته، ومعرفة قدره ومنزلته عند معاصريه من الصحابة الكرام، والتابعين بإحسان، توصلاً إلى بيان أهمية قراءته، وتنويهاً بمدى وجوب التعرف عليها، واستمداد المعاني النورانية منها، وعطف ذلك بتعريف موجز بالقراءات الصحيحة، وأركانها.
وأما المبحث الثاني فقد استوعب قراءات علقمة، وساقها في مطلبين أحدهما حوى تسع مسائل تعلقت كلها بضبط الكلمات، في حين حوى الثاني عشر مسائل تعلقت بتغيير بنية الكلمات، وأفرد البحث لكل حرف منها مسألة، توثق المنقول عن علقمة، وتقارنه بقراءات أئمة القراءة، حتى يتيقن الدارس لهذه القراءات من جواز تلاوتها في الصلاة، فضلاً عن الاستدلال بها في مقام التفهم والدراسة والاحتجاج، وأتبعت كل حرف منها بتوجيه لغوي وتفسيري، يتنوع طولاً وقصراً بحسب اقتضاء المقام، راعيت فيه أن يبين بوضوح كيفية إفادة المروي عن علقمة، في توسيع المعاني والدلالات المستنبطة من الكلمات القرآنية المباركة، وختمته بخاتمة تجمل نتائجه وتوصياته .