الملخص
ملخص البحث. كان الموقف من المنطق إجمالاً يتمثل في اتجاه متبني للمنطق ومنافح عنه وهو ما يمثله الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام, واتجاهٌ آخر رافض للمنطق وناقد له يمثله علماء السلف وعموم متقدمي النظار والمتكلمين, إلى أن جاء ابن حزم في القرن الخامس الهجري فنظر في المنطق فوجده يتضمن قواعد استدلالية عقلية لا يختلف عليها العقلاء فانتصر للمنطق ورام تفعيله في العلوم الشرعية, وعن هذا ألف كتابه "التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية".
وفي هذا البحث الموجز أردت أن أقف ملياً مع دوافع ابن حزم التي جعلته يؤمن بالمنطق وينتصر له ويدافع عنه, بالإضافة إلى مناقشة ما انتهى إليه ابن حزم من الدفاع المطلق عن المنطق, وغفلته عن ما انطوى عليه المنطق من فساد اعتقادي وخلل منهجي كان السبب في رفض السلف له, معتمداً في ذلك على ضرورة التمييز بين مقامي المنطق الفطري والمنطق الصناعي, كما ختم البحث بالمقارنة بين استقبال ابن حزم واستقبال الغزالي للمنطق من خلال عدة نقاط.